الأحد، 25 يوليو 2010

بيئتنا ( لنفترض أنها محمية طبيعية وأنك لست غزالاً )


البيئة النظيفة

الوهم الخادع الذي يعايشه كثيرون وهم يقرؤون أو يشاهدون موضوعات تتعلق بالتلوث البيئي، يقول لهم: حسنًا.. منذ متى وأنت تقرأ وتشاهد هذه الموضوعات المخيفة عن التلوث البيئي وها أنت ومن حولك لا تزالون تتمتعون بالحياة وتستمتعون بالطبيعة بين حين وآخر.والخديعة هنا مركبة أو متراكبة. ففي الواقع أن ليس كل من هو (حي) فهو يعيش حياة على الحقيقة، والاستمتاع بالطبيعة والحياة درجات بينها كما بين السماء الصافية والأرض الملوثة.عندما تتاح لك الفرصة و(تحيا) لمدة أيام أو حتى ساعات في بيئة غير ملوثة (لنفترض أنها محمية طبيعية وأنك لست غزالاً): الهواء طازج.. والماء عذب.. والخضرة تحيط بك.. والغذاء الذي تتناوله لم يتدخل فيه عنصر غير طبيعي، لا ترى أكوام القمائم ولا تشم إلا روائح الزهور والورود ولا تسمع ضجيجًا وهديرًا بل تغريدًا وهديلاً..عندما تتاح لك مثل هذه الفرصة ستشعرك كم هو الفارق بين حياة وحياة.يستطيع الإنسان أن يحسن من ظروف بيئته المحيطة التي أفسدها حتى تقترب من أن تكون (محمية طبيعية) وهذا ما تسعى له المنظمات والمؤسسات التي تهتم بأمر البيئة حول العالم.وحتى نقطع شوطًا نحو تحسين ظروف بيئتنا لابد أن يتضح للجميع أن كل فرد يتحمل جزءًا من المسؤولية. هناك مسؤوليات لا يستطيع الفرد وحده القيام بها، فتقوم بها المنظمات، وأخرى لا يقدر عليها إلا الدولة، ومسؤوليات أخيرة لا تستطيعها الحكومة والدولة وحدهما بل لا بد من تضامن وتعاون كل الحكومات والدول على هذا الكوكب الملوث! ولكن الفاعل المؤثر في النهاية هو الفرد. فهو العضو في المنظمة الفاعلة وفي الحكومة المهتمة. هو الذي يقوم بالسلوك المحافظ على البيئة القريبة من حوله وهو الذي يبث الوعي بقضاياها البعيدة.ولذا فإن الخطاب الذي يتوجه لتوضيح دور الأفراد يبقى هو الأهم في موضوع الوعي البيئي، وهو ما ينبغي للتربية البيئة أن توليه جل اهتمامها.البيئة ليس بجديد ولكن أخطاره متجددة ولذا فلا بد من التذكير بها بين حين وآخر، وهذا ما نأمل أن يسهم به هذا الملف الذي كان لزميلنا محمد فالح الجهني من المدينة المنورة الدور الأكبر في إعداد مواده التي أرسلها إلينا مرفقة بحزمة من (النعناع المديني) المنعش الذي أكد خلوه من الملوثات، ونحن لا نملك مع هذا الانتعاش إلا أن نهدي هذه الحزمة لقرائنا الأعزاء.. ولكن.. بعد التجفيف!

تعالوا معنا نجعل بيئتنا نظيفة دائما أ/ شيرين النمر مدرس أول اللغة العربية بمدرسة الجلاء بمحافظة دمياط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق